في سن الثلاثين ، انضم النجم رونالدينيو إلى الطابور المتزايد من نجوم سابقين للكرة البرازيلية يعودون إلى بلادهم من أجل استكشاف قدراتهم مجددا واستعادة شهرتهم ومكانتهم بعد فترة من الانحسار.



سيلعب أفضل لاعبي العالم لعامي 2004 و2005 عندما كان يتألق بقميص برشلونة الأسباني خلال الموسم المقبل لفلامنجو صاحب الشعبية الكبيرة في ريو دي جانيرو ، الذي سيتمكن بفضل مساعدة الرعاة من تقديم راتب له بقيمة 600 ألف دولار شهريا على أمل حصد بطولات وأرباح وبيع منتجات تحمل اسمه ، فضلا عن جذب الجماهير لحضور المباريات.

ويمثل هذا التعاقد للمهاجم ، الذي سيكمل عامه الحادي والثلاثين في 21 آذار/مارس المقبل ، فرصة لعرض كرته وإقناع المدير الفني للمنتخب البرازيلي مانو منيزيس ، وحجز مكان له في منتخب السامبا الذي يستضيف في بلاده مونديال 2014 بحلم إحراز اللقب للمرة السادسة.

وكان رونالدينيو أحد صانعي إنجاز اللقب الخامس للبرازيل في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 ، وتحول إلى نجم بلا بريق في ألمانيا 2006 ، قبل أن يستبعد من قائمة الفريق في جنوب أفريقيا 2010 .

وعاد اللاعب إلى ارتداء قميص الفريق في تشرين ثان/نوفمبر الماضي خلال اللقاء الودي الذي خسرته البرازيل صفر /1 أمام الأرجنتين في الدوحة ، دون أن يقدم عرضا لافتا ، لكنه لا يزال يحتفظ بمكان في المنتخب البرازيلي الذي لعب له 87 مباراة ، أحرز فيها 32 هدفا.

وفي تعليقه على الصفقة ، قال موقع "جلوبوسبورتي" البرازيلي إن المكاسب المتاحة لفلامنجو من ورائها أكبر من تلك التي تلوح للاعب.

وقال الموقع: "لو كان النجاح الجماهيري والمالي يبدو مضمونا ، فإن الأمر نفسه لا يمكن قوله عن حلم اللاعب بالعودة إلى المنتخب وخوض مونديال 2014"، مذكرا بأنه من بين النجوم الذين عادوا إلى البرازيل بهدف استدعائهم لمونديال جنوب أفريقيا 2010 ، لم يتمكن سوى روبينيو من تحقيق ذلك الهدف.

أما النجم المخضرم رونالدو "الظاهرة" ، الذي وقع لكورينثيانز نهاية عام 2009 فقد تعرض للتجاهل من جانب المدير الفني في ذلك الحين كارلوس دونجا ، ولاقى الظهير روبرتو كارلوس والمهاجم فريد نفس المصير.

وكان أدريانو "الإمبراطور"، الذي ساعد فلامنجو على التتويج بلقب الدوري البرازيلي عام 2009 ، قريبا من العودة إلى ارتداء قميص المنتخب ، لكنه دخل في مشكلات انضباطية ليتم في النهاية استبعاده من جانب الصارم دونجا.

وبين من يطمحون أيضا للخروج بأرباح من وراء التعاقد مع رونالدينيو ، هناك شركة "ترافيك" لتسويق الحقوق الرياضية ، الراعية لنادي لبالميراس لكنها رغم ذلك أبدت استعدادها لأن تدفع باسم فلامنجو المبلغ الذي طلبه ميلان لفسخ تعاقد المهاجم الذي كان ينتهي في حزيران/يونيو المقبل.

ووفقا لصحيفة "فوليا دي ساو باولو"، دفعت الشركة لنائب رئيس ميلان أدريانو جالياني 7ر6 ملايين ريال /نحو أربعة ملايين دولار/ ، تتطلع إلى استعادتها عبر مشاركة رونالدينيو في حملات دعائية.

وفي أغلبها ، كانت الصفقات المليونية لنجوم يتراجعون حتى الآن بمثابة تجارة مربحة للأندية البرازيلية ، وليس هناك أبرز من رونالدو كمثال على ذلك.

فالمهاجم وقع لكورينثيانز نهاية عام 2008 ، عندما كان لا يزال يتعافى من جراحة في الركبة ، في عملية توقع كثيرون أن تشهد نهاية سريعة لمشوار اللاعب.

وجذب وجود "الظاهرة" رعاة جدد ، ونشط عملية بيع القمصان وتوافد الجماهير على مباريات كورينثيانز. أي أن الأمر من وجهة النظر المالية كان صفقة رائجة للنادي.

وحتى من وجهة النظر الرياضية ، استحقت صفقة رونالدو العناء على الأقل في عام 2009 ، عندما قاد الهداف الأول لبطولات كأس العالم الفريق نحو حصد لقبي دوري ولاية ساو باولو وكأس البرازيل.

وستكون أمام رونالدينيو ، الذي يعود إلى البرازيل عقب "مزاد" طويل نظمه ميلان وشقيق اللاعب روبرتو أسيس ، مهمة اعتبارا من شباط/فبراير المقبل تتمثل في إيجاد طائل من وراء الجهد الكبير الذي بذله فلامنجو للتعاقد معه.

ولو تمكن من التألق أمام جماهير بلاده ، فقد يحقق الحلم المستحيل الذي يتمثل في خوض ثالث مونديال له في سن الرابعة والثلاثين أمام تلك الجماهير.