بسم الله الرحمن الرحيم

كشفت دراسة أعدتها الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، أن سيارات النساء أكثر استهدافاً من جانب اللصوص والعصابات المتخصصة في السرقات، مسجلة 166 بلاغاً خلال 30 شهراً بواقع 83 بلاغاً من نساء تعرضن للسرقة عام ،2009 مقابل 61 بلاغاً خلال العام الماضي، و25 بلاغاً في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري.واوضحت الدراسة أن اللصوص يستهدفون النساء لأسباب مختلفة منها ثقتهم بأن المرأة تميل بطبعها إلى التسوق وتحمل معها مبالغ مالية كبيرة، بالإضافة إلى مجوهراتها وحقيبة يدها، مشيرة إلى أن هناك حالات مسجلة لسرقات بالإكراه عددها 24 حالة خلال العام الماضي وأربع حالات خلال العام الجاري.وتفصيلاً، قال نائب مدير الإدارة العامة للتحريات لشؤون الرقابة والإدارة، العقيد جمال سالم الجلاف، إن نتائج التحليل الجنائي للبلاغات وقراءتها فنياً أوضحت أن جرائم السرقات البسيطة تستهدف النساء غالباً، وتتورط فيها عصابات نسائية تتخفى عضواتها في الزي الخليجي والنقاب حتى يستطعن التقرب من ضحاياهن بسهولة وسرقة متعلقاتهن وأضاف أن بعض الحالات المسجلة عبارة عن سرقات بالإكراه، وهي جرائم ترتبط بالتهديد والعنف وتخلف إصابات متفاوتة لدى الضحايا، لافتاً إلى أن مؤشر السرقات من داخل سيارات النساء ارتفع خلال العامين الماضيين والأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، وتمكنت فرق التحريات والبحث الجنائي من ضبط جميع المتهمين المتورطين في تلك السرقات. وأشار الجلاف إلى أن التحليل الجنائي للسرقات كشف أن الجناة يتبعون أساليب إجرامية متعددة للوصول إلى داخل سيارة الضحية وسرقة محتوياتها، معتمدين على رصد السيارة جيداً، ومن ثم مغافلة سائقتها بوسائل مختلفة منها إيهامها بحدوث عطب ما بالسيارة وحين تنزل السائقة يتولى عضو آخر في العصابة سرقة محتويات السيارة ويهرب في ثوانٍ معدودة، كما أن هناك أساليب أخرى مثل كسر زجاج أحد الأبواب باستخدام رش معين لا يحدث صوتاً أو بمطرقة صغيرة، وسرقة ما بداخلها. أضاف أن من الأساليب التي يستخدمها اللصوص كذلك لإجبار السائقة على النزول من السيارة ثقب أحد الإطارات، ويتولى أحد أفراد العصابة إيهام الضحية بمحاولة مساعدتها، بينما يتولى آخر سرقتها، أو سكب مادة سائلة أو بترولية (زيت أو بنزين) تحت السيارة، وإبلاغ السائقة بوجود تسرب بترولي أسفل السيارة، أو إحداث خدوش في السيارة أو صدمها من الخلف ومن ثم تقديم الاعتذار للسائقة بعد نزولها حتى يشغلها ثواني عدة ليفسح المجال لشريكه لسرقتها.
وأوضح الجلاف أنه تبين من خلال الدراسة كذلك أن اللصوص يجدون ضالتهم في السيارات التي تقودها النساء لتأكدهم من أن المرأة - خصوصا الخليجية - تتردد كثيراً على الأسواق والمراكز التجارية والمجمعات الطبية ولا تخلو حقيبة يدها غالبا من مبالغ كبيرة تزيد على 1000 درهم على الرغم من أنها لا تحتاج إلى مثل هذه المبالغ في معظم الحالات. وتابع أن من أسباب استهداف اللصوص لسيارات النساء أيضاً سهولة إرباكها وإثارة فزعها عند قيام المجرم بالإشارة إلى وجود خلل في السيارة، ما يدفعها إلى التجاوب والنزول لمعاينة هذا الخلل، فضلاً عن أن كثيرا من النساء يسهلن مهمة اللص بترك باب السيارة مفتوحاً ووضع حقيبة يدها في مكان بارز داخل السيارة، كما أن اللصوص يدركون جيداً صعوبة قيام المرأة بملاحقتهم ركضاً بعد تنفيذ جريمتهم. وذكر نائب مدير الإدارة العامة للتحريات لشؤون الرقابة والإدارة، أن من الجرائم المسجلة لسرقة النساء واقعة تعرضت لها امرأة تعمل في مجال العقارات بعدما تسلمت مبلغ 43 ألف دولار، (نحو 158 ألف درهم) من أحد المراكز التجارية وركبت سيارتها وقبل تحركها من أحد المواقف في منطقة ديرة فوجئت بشخص يطرق زجاج السيارة، ويشير إلى أسفلها بلغة إنجليزية ركيكة، وحين نزلت المرأة مسرعة وجدت بقعة كبيرة تحت فتحة خزان البترول فيما غادر الرجل إلى أحد التقاطعات وظلت المرأة ثواني، وحين عادت إلى مقعدها لم تجد الحقيبة، بعدما تولى شريك هذا الشخص سرقتها وفر هارباً من المكان. وأفاد الجلاف بأن من بين الحالات المسجلة كذلك جريمة تورط فيها متهم من دولة آسيوية اعتاد السرقة بهذه الحيل وتم إبعاده عن الدولة لارتكابه جريمتين عام 2008 لكنه عاد متسللاً إلى الدولة وغير من هيئته بارتداء ملابس رياضية مختلفة وحلق شاربه وحدد ضحيته بدقة وهي فتاة جامعية من دولة آسيوية تقود سيارة من طراز حديث كانت توقفها في منطقة الرفاعة. وأضاف أن اللص أشار إلى الفتاة أسفل السيارة فنزلت لتنظر وتجد النقاط المعتادة التي تتساقط من المكيف، ولكن لجهلها بميكانيكية السيارة شعرت بالقلق ونزل معها اللص أسفل السيارة السيات التيا وتحدث معها قليلاً بشأن العطل، فيما كان شريكه يقوم بسرقة حقيبتها ويهرب بسرعة من المكان، لكنها كانت تحتوى على بطاقات ائتمان وهاتف نقال وفشل المجرم في استخدامها، وسارعت الطالبة بالاتصال بالبنك لتعطيل فاعلية البطاقات ووجدت رداً من موظف الخدمة بأن هناك من يحاول استخدام البطاقة في منطقة تم تحديدها وتم تتبعه وإلقاء القبض عليه، وتكرر المشهد مع امرأة من الجنسية نفسها ولم تكن تحتفظ بأي مبالغ نقدية في حقيبتها، وتمكنت من تعطيل بطاقتها الائتمانية قبل أن يستخدمها اللص.ولفت إلى أن بعض الحالات المسجلة تضمنت سرقة مبالغ مالية كبيرة مثل امرأة من دولة عربية سرق من سيارتها بالطريقة نفسها مبلغ 400 ألف درهم، وأخرى إفريقية سرق منها 14 ألف درهم، موضحاً أن اللصوص يتعقبون ضحاياهم غالبا في هذه الحالات، خصوصا إذا كن من عملاء البنوك.